الشمس و القمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة " قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1 / 192 أخرجه الإمام الطحاوي في " مشكل الآثار " ( 1 / 66 - 67 ) حدثنا محمد بن خزيمة
: حدثنا معلى بن أسد العمي حدثنا عبد العزيز بن المختار عن عبد الله الداناج
قال : " شهدت أبا سلمة بن عبد الرحمن جلس في مسجد في زمن خالد بن عبد الله بن خالد ابن أسيد , قال : فجاء الحسن
فجلس إليه فتحدثنا , فقال أبو سلمة : حدثنا# أبو هريرة # عن النبي صلى الله عليه وسلم قال . ( فذكره )
.فقال الحسن : ما ذنبهما
فقال : إنما أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فسكت الحسن
و رواه البيهقي في كتاب " البعث و النشور " , و كذا البزار و الإسماعيلي و الخطابي كلهم من طريق يونس بن محمد حدثنا
عبد العزيز بن المختار به قلت : و هذا إسناد صحيح على شرط البخاري , و قد أخرجه في صحيحه مختصرا فقال
304 - 305 ) : حدثنا مسدد قال : حدثنا عبد العزيز بن المختار به بلفظ
" الشمس و القمر مكوران يوم القيامة "
معنى الحديث :
ليس المراد من الحديث ما تبادر إلى ذهن الحسن البصري أن الشمس و القمر في النار يعذبان فيها عقوبة لهما , كلا فإن
الله عز و جللا يعذب من أطاعه من خلقه و من ذلك الشمس و القمر كما يشير إليه قول الله تبارك و تعالى ( ألم تر<أن الله
يسجد له من في السموات و من في الأرض , و الشمس و القمر , و النجوم و الجبال و الشجر و الدواب , و كثير من الناس , و كثير حق عليه العذاب )
فأخبر تعالى أن عذابه إنما يحق على غير من كان يسجد له تعالى في الدنيا , كما قال الطحاوي , و عليه فإلقاؤهما في النار يحتمل أمرين :
الأول : أنهما من وقود النار .
قال الإسماعيليلا يلزم من جعلهما في النار تعذيبهما , فإن لله في النار: ملائكة و حجارة و غيرها لتكون لأهل النار
عذابا و آلة من آلات العذاب , و ما شاء الله من ذلك فلا تكون هي معذبة
و الثاني : أنهما يلقيان فيها تبكيتا لعبادهما قال الخطابي
: قال الخطابي
" ليس المراد بكونهما في النار تعذيبهما بذلك , و لكنه تبكيت لمن كان يعبدهما في الدنيا ليعلموا أن عبادتهم لهما كانت باطلا .
قلت : و هذا هو الأقرب إلى لفظ الحديث و يؤيده أن في حديث أنس عند أبي يعلى -
كما في " الفتح " ( 6 / 214 ) :
" ليراهما من عبدهما " . و لم أرها في " مسنده " و الله تعالى أعلم